ع ز- قناة ويب

المؤمن فعلاً لا يبحث عن الحِكمة من الأمر أو النهي أو لماذا هكذا وليس هكذا أو ما السبب لفعل شيء أو عدم فعله بل فقط يستجيب لأنه صادر من الله الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد وبذلك تكون العبودية التامة لله تعالى، أما العقل و الفؤاد فدورهما يتجلى بمعرفة الحق لإتباعه والباطل لاجتنابه، الحق كل ما أمرنا ربُّنا و رسوله القيام به والباطل كل ما أمرنا ربُّنا و رسوله اجتنابه. والعلماء ورثة الأنبياء إذا بينوا الحكمة من الشيء والسبب و المسببات أو لماذا هكذا وليس هكذا فهذه نافلة وليست شرط لتطبيق الأوامر

مسائل و أحكام تتعلق بالربا : 1 - الفرق بين الضرورة و ما تشتهيه النفس؟!

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ، 

أحبتي في الله ،


يقول الله سبحانه وتعالى : إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) يوسف

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليأتين على الناس زمان، لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام؟» أخرجه البخاري

الله عز و جل وحده الذي يُحلِّل و يُحرِّم و لا يجوز هذا لأحد غيره، ومن تلقاء نفسه: لا نبي مُرسل ولا ملَك مقرب ولا عالِم مجتهد ...

بالرغم من كل الوضوح والضياء إلا أن أعداء الإسلام يخططون على مر العصور للنّيل من الإسلام بالغزو الفكري أو العسكري أو هما معاً وينحتون بيادق من بني جلدتنا لتنوب عنهم وتقوم مقامهم على أكمل وجه فصرنا نرى المسلمين ( إلا من رحِم الله ) خصوصاً "المثقفين" منهم أما الساسة أو السوسة فحدث وبكل حرج يستحيون أو يشمئزون حتى من مجرد ذكر الشرائع الإلهية ، كالحدود والقصاص والنقاب والجهاد في سبيل الله ... وبذلك يُساهموا بشكل مباشر لجعل ديار الإسلام ميدانا فسيحا تنمو فيه الفيروسات والخبائث ومفاسد الأخلاق، إذا غابت شمس الحق وضياء البدر ظهر الظلام الدامس ... ألا يُؤمنون أنهم إلى الله راجعون؟ وسوف يُسؤلون؟ إذاً فسوف يعلمون! و حينها لا ينفع لا مال ولا بنون و لا أسيادهم  و لا خدمهم!؟

المُقارنَة بين البَيع والرِّبا :

سوَّى الكُفار بين البَيع والرِّبا فقالوا :  إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا  أي إنَّما الزِّيادَة عِند حلول الأَجل التي هي رِبا النَّسيئة كمِثل أَصل الثَّمن في أَول العَقد  ، وهي مُحاوَلة فاشِلة لِأنَّ هُناك فُروقًا عَظيمَة مُؤثِّرة بين البَيع والرِّبا منها :

أَوَّلاً : أن البَيع قَد أحلَّه اللَّه والرِّبا قَد حرَّمَه اللَّه ، وعلى العِباد أَنْ يَتَلقوا ذلك بِالقَبول مِن غَير اعتِراض .

ثانيًا : أن الاتِّجار بالبَيع والشِّراء قَابِل للرِّبح والخَسارَة والمهارة الشخصية والجُهد الشَّخصي ، أمَّا الاتِّجار بالرِّبا فهو مُحدَّد الرِّبح في كُلّ حَالة  لا يَبذِل فيه جُهد ولا تُستَخدم فيه مَهارة فهو رُكود وهُبوط وكَسل .

ثالثًا : أن البَيع فيه مُعاوضَة ونَفع للطَّرفَين ، والرِّبا إنَّما يَحصُل فيه النَّفع لِطرَف وَاحد ، قال في تَفسير المَنار  : وقد جَعل أَكثر المُفسِّرين هَذا الجَواب يعني قوله :  وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا  مِن قَبيل إِبطَال القِياس بالنَّصّ أي أَنَّكم تَقيسون في الدِّين والله تعالى لا يُجيز هذا القِياس . ولَكنَّ المَعهود في القُرآن مُقارَعة الحُجة بالحُجة ، وقَد كان النَّاس في زمِن التَّنزيل يَفهمون معنى الحُجة في رَدِّ القُرآن لِذلك القَول.

مقتطفات رائعة و شاملة لنخبة من العلماء عن الربا :