ع ز- قناة ويب

المؤمن فعلاً لا يبحث عن الحِكمة من الأمر أو النهي أو لماذا هكذا وليس هكذا أو ما السبب لفعل شيء أو عدم فعله بل فقط يستجيب لأنه صادر من الله الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد وبذلك تكون العبودية التامة لله تعالى، أما العقل و الفؤاد فدورهما يتجلى بمعرفة الحق لإتباعه والباطل لاجتنابه، الحق كل ما أمرنا ربُّنا و رسوله القيام به والباطل كل ما أمرنا ربُّنا و رسوله اجتنابه. والعلماء ورثة الأنبياء إذا بينوا الحكمة من الشيء والسبب و المسببات أو لماذا هكذا وليس هكذا فهذه نافلة وليست شرط لتطبيق الأوامر

رجل أتَتْهُ الدنيا وهو يخدُم الدين

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته،
أحبتي في الله ،

الحاج سعيد لوتاه : رجل أتَتْهُ الدنيا وهو يخدُم الدين بارك الله له وزاده من فضله

ليس من باب المدح و المجاملة و التَّزكية بل فقط قُدوة لمن يريدون كسب الدنيا على حِساب الآخرة كي يعيدوا صياغة تفكيرهم من جعل الدنيا غاية إلى وسيلة للتجارة بالجُملة مع الله عزَّ وجل.

في وقت كانت الأبناك الاستعمارية الربوية مهيمنة على بلاد المسلمين تنفث سمومها وجعلت المسلمين يُحاربون الله تعالى [ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ*" (278-281) سورة البقرة.] وهم في غفلة  بل إذا صحَّ التعبير مُغَفّلين حتى صاروا يُردِّدون ما قالته ثقيف على عهد الرسول المصطفى صلى الله عليه و سلم " إنما البيع مثل الربا " ونسوا ردَّ الخالق سبحانه لهم " وأحلَّ الله البيع و حرَّم الربا " ـ انظر الشرح 

في وقت لم يجرؤ أحد من المسلمين بعالم المال والأعمال للخوض في هذه الكارثة التي استسهلها المسلمون لدرجة الاستسلام التام وكأن المعاملات الربوية هي الأصل الشرعي وبدونها سيتوقَّف كل شيئ [ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ] فضلاً عن البحث بجدِّية لإيجاد حل لهذه المصيبة العظمى و رغم قوّة التيار فكَّر الرجل بهمِّ المسلم الذي يتحرّى الحلال لإرضاء الخالق سبحانه بِعدم مُسايرته رغم أن السباحة باتجاهه هي أسهل الطرق فبدأ بمواجهته  خطوة خطوة دون أن ننسى دعم  أصحاب القرار له آن ذاك في شخص الشيخ راشد الله يرحمه الذي وصف الربا وقتها بالبلاء، فقد وجد لديه الاستعداد لتغيير هذا الوضع الخطير.

مقطع من حوار أجراه سامي كليب مع الشيخ سعيد لوتاه حول إنشاء البنك الإسلامي

سعيد لوتاه :  قصة البنك الإسلامي، كان الناس كلهم ما أحد يتعامل بالربا من منطقتنا هذه بالأخص، ولا في بنوك، وفي تجار يتعاملون مع بعضهم البعض ورعين، حتى بعض منهم يخبرونا عنهم اللي قبلنا إذا انعطى مال أكثر عن حاجة الشتاء يخاف يقول ربي ابتلاني. لهذه الدرجة من الورع.
سامي كليب :  بالمال؟ نعم.
سعيد لوتاه :  نحن لما طلعنا شفنا أن ذاك، في هندوسي يعطي بالربا..
 سامي كليب (مقاطعا) :  كان يعمل هنا في الإمارة؟
سعيد لوتاه :  كان يعمل هنا بس يعمل بالغش، مندس يعني..
سامي كليب :  بشكل غير شرعي.
سعيد لوتاه :  غير شرعي، هذا إذا أحد اكتشف أنه واحد أخذ من هذا يقاطعونه..
سامي كليب :  الناس تقاطعه؟
سعيد لوتاه :  الناس تقاطعه، يعني أهله يقاطعونه. بعدين جانا بنك فتح أبوابه أشوف الناس سكتوا ما أحد تكلم، بعدين مر علي حديث الرسول صلى الله علي وسلم يقول "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه" أصبح هذا الحديث مبدئي أنا، أي شيء منكر في الإسلام أحاول أساوي بديل له، من هنا فكرة البنك الإسلامي.
سامي كليب :  كانت فكرتك بالأساس؟ لأنه معروف حضرتك اليوم يعني من يسأل عنك في الإمارات أو تحديدا في دبي ولكن أيضا في منطقة الخليج يعني يقال إنه رائد البنك الإسلامي، فكرتك كانت بالدرجة الأولى؟
سعيد لوتاه:   والله أنا ما قرأتها في مكان إنما كنت مشغول فيها، مشغول البال، وهذه من توفيق الله، كنت مشغول طيب وين الحل؟ وين الحل؟ زي ما تفضلت.
سامي كليب :  وصحيح حصل نقاش مع الشيخ راشد؟
سعيد لوتاه :  إيه في ذات يوم كان الشيخ راشد يقول، الله يرحمه، يعني لو نحصل فكرة من هذا البلاء. قلت له شو، طال عمرك، البلاء؟ قال، الربا. الربا يعني أنا هذه كأنها نازلة علي من السماء، بالليل كنت أنا من الناس اللي يسرون معه في الليل أخبرته قلت له أنت الظهر قلت لي كذا في المجلس. المهم بدأنا الحمد لله.  أنظرنص الحوار

 فأسس بنك دبي الإسلامي عام 1975 م، وكان رئيساً لمجلس إدارته لسنين عديدة، فمن جهة جني المال والمهم الجهة الأخرى حيث المَغنم الحقيقي أي التعامل بالحلال لنفسه وللمسلمين فكل من جاء بعده في ميزان حسناته أليست هذه هي التجارة بالجملة مع الله سبحانه ؟ والزيادة في الخيرات تكمن في إنفاق هذا المال  لله تعالى فأسس "مؤسسة تربية الأيتام "  عام  1982 م، وتولى تربيتهم ورعايتهم ومسؤوليتهم من عمر (5 سنوات) وإلى تخرجهم في سن التكليف (أي في عمر خمس عشرة سنة)، وتشغيلهم بعد ذلك في مؤسساته وشركاته ثم تزويجهم، ليعيشوا معززين مكرمين، ويؤدوا واجبهم تجاه أسرهم ومجتمعهم، هذا على سبيل المثال لا الحصر ، اترك لكم تخيُّل عدد من هم وأعمالهم بميزان حسناته!

 كي نستبشر خيرا ونحس بالتفاؤل مع هذا الصنف من الرجال الذين يحملون همّ هذا الدين رغم قِلّتهم ومُحاصرتهم من طرف ذويهم لو سلكوا دربهم لكان خيراً لهم. شهادة مؤلف كتاب عن شخصيته وأين تكمن عبقريته  قال : "سعيد لوتاه لم تدهشنى أعماله ولا استثماراته فالكون ملئ برجال الأعمال وملئ جدا بالأثرياء غير أن هذا الرجل يتميز بنكهة إنسانية ومنهجية جمعوية في تفكيره قلما تجدها في أي إنسان دعك من رجال الأعمال فهو دائما ينظر الى الاشياء بعمق متفرد وشمولية أصيلة لا يفصل فيها الدنيا عن الاخرة ولا الاقتصاد عن اﻵخرة."

قد يقول قائل أن الشيخ سعيد آل لوتاه رجل ثري وباستطاعته تأسيس بنك و و و... العبرة ليست بالكم وإنما بطريقة  التفكُّر! فكم هم الذين أكثر ثراء منه ويدّعون الإسلام والإيمان لكنهم يعيثون في الأرض فسادا وهلكوا البلاد و العباد وهم كثر ، يُحاربون الإسلام ويهدمون الأخلاق والقيم أكثر من الأعداء الحقيقيين لهذا الدين الأزلي ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) وستكون كلمة الله هي العليا رغماً عن أُنوفهم.

لمعرفة المزيد عن أعمال هذا الرجل المسلم الذي قلَّ نظيره بكِياسته وحُسن فِطنته لفهمه الصّحيح لِقنطرة الدنيا وعمله لِما بعد الموت فوظف الدنيا للآخرة  فكل مشاريعه تدور حول الإسلام و أثبت للأمَّة وللعالم أن المعاملات الشرعية الصحيحة هي الحل الأنجع فاعترف بهذا الغرب وتجاهله السواد الأعظم من أمّة سيدنا محمد صلّى الله عليه و سلم فيا لخسارتهم و يالغبائهم "  
عِزُّ الدنيا بتطبيق الدين وإنشاء الله تعالى عِزٌّ بالآخرة" .
مؤسساته

                مفهوم التجارة مع الله عز وجل : تجارة لن تبور لفضيلة الدكتور عمر عبدالكافي =