ع ز- قناة ويب

المؤمن فعلاً لا يبحث عن الحِكمة من الأمر أو النهي أو لماذا هكذا وليس هكذا أو ما السبب لفعل شيء أو عدم فعله بل فقط يستجيب لأنه صادر من الله الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد وبذلك تكون العبودية التامة لله تعالى، أما العقل و الفؤاد فدورهما يتجلى بمعرفة الحق لإتباعه والباطل لاجتنابه، الحق كل ما أمرنا ربُّنا و رسوله القيام به والباطل كل ما أمرنا ربُّنا و رسوله اجتنابه. والعلماء ورثة الأنبياء إذا بينوا الحكمة من الشيء والسبب و المسببات أو لماذا هكذا وليس هكذا فهذه نافلة وليست شرط لتطبيق الأوامر

مسلم عدو للإسلام يُخرِّب قيم وأخلاق المسلمين بأمواله ويدّعي الصلاح والإصلاح وقنواته الفضائية تُفنَّدُ مزاعمه

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته،

أحبتي في الله ،



يقول تعالى:  أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ.  سورة البقرة 85   أسباب النزول


المسلمون أعداء الإسلام مع حلفائهم لا يستطيعون تحريف القرآن و السُّنة وطِباعة كتب مزورة لذا هم يجتهدون لنزعهما من قلوب المسلمين لطمس هويتهم الأصلية وإبراز أخرى مزيفة لمصلحة من ؟ ماهو الثمن ؟ ماهذا الغباء ؟ أم على قلوب أقفالها ؟ أم على الأبصار غِشاوة ؟ أم نسوا الله فنسيهم ؟ ........

مقارنة بسيطة للغاية لمعرفة الفرق بالنتائج بين من يزرع الخير بِصدق، والحالة التي تدعو ولسان حالها  يقول العكس تماماً وهو إعادة التشريع الإسلامي لأن الحالي لا يحلو لهواها إنسان قاروني فضّل الطريق الأسهل وسار مع التيار الحداثي المسخ  فأسس مجموعة مؤسسات تخريبية وليست كما يُسمونها استثمارية تضخُّ الأموال أكثر من البنوك  والتي تُستعمل بمشاريع أخرى قد تكون أخطر من الربا ، كيف؟ :

أقلُّها يدعو علانية وبافتخار المتشدق أمام الكاميرات  أنه يأمر من يعملن لديه بنزع الحجاب عند دخولهن إلى مبنى مؤسساته رغماً عن تشريع الدولة التي ينتمي إليها !؟ ماهذا الاستهتار؟ أيستهزئ بنا أم بنفسه  أم صار يُشرِّع على هواه وفتح قنوات فضائية تدعوا إلى الرذائل و أشياء أُخرى أستحيي مُجرَّد ذكر مسمياتهما للإنصاف لديه قناة فضائية يُفتي بها نخبة من بين أخيار علماء الفتوى بالمعمور ماهذا التناقض ؟ أين يُمكن تصنيف هذا النوع ؟ ربما أنشأها ليداري بها مصائبه ويخدم بها مصالحه لتمرير مفاهيم مزيفة و لإعطاء مِصداقية لباقي قنواته وما تبث من خزعبلات ومنكرات.

حتى علماء الأمة لم يسلموا من جنوده أو خِرِّجي تياره بحملة عسكرية شرسة بِغلاف الغيرة على العقيدة والبدعة للنيل من مِصداقيتهم قصد الإستفراد بمن لم يصلوا إليهم عبر وسائلهم الأخرى الخبيثة لأن هؤلاء العلماء يُحرمونها ويُجرِّمونها ويُعلمون الناس التمييز بين الحق والباطل وهذا ليس من مصلحته لأنهم يجتهدون لتقليل زبنائه المشاهدين والمشاهدات الوسطيين الوديعين ربما حتى المساهمة باغلاق منابرهم الفضائية والتضييق عليهم في حياتهم اليومية كأيام الوثنية والجاهلية الأولية...

يقول تعالى:  قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)  سورة الكهف              أسباب النزول

يتغنّى بالوسطية المنحرفة و التغيير الإباحي وليس الإيجابي كما يدّعي في ثوب الورِع السّمح لزرع دين جديد  دين إستعراضي لدرجة الحرام حلال والحلال حرام بوجهين لعملة واحدة * بعض من الإسلام / كل ما يستحله غير المسلم * غزو فِكري مُنحل لدرجة التّطرف ويصفون من يتمسّكون بالإسلام كله الذي أصله الوسطية الحقّة من الحق سبحانه بالمتطرفين و المصيبة الكبرى بأموال وأيدي من المفروض أنها مسلمة تُنفق المليارات من أجل ضياع الهوية وجنود مُجنّدة من البشر أدمغة إبليسيه تدرس وتُخطط وتنفث السموم بصبيب درجة عالية جدّا بجميع وسائل الاتصال والإيصال  وبكل وقاحة يصرح بملء شدقيه بكلمات رنّانة تلُفُّ باطلاً فتّاكا أهو بني آدم أم قَرَقوز ؟ أُلقوا نظرة من حواليكم بعين إسلامية سترون العجب العُجاب !

نقطة واحدة من بحر ظلماته و ظلاميته : مع اقتراب رمضان لاحظ برامج كل فريق ، العلماء المُحارَبون يرفعون هِمم المسلمين لإستقبال الشهر الكريم بالحث على اغتنام الخيرات بالطاعات وتغذية الروح بالعبادات وبرامج كلها قُربات بالمقابل شبكات قنواته مسلسلات ماجنة تنعدم بها أبسط شروط الذوق السليم من أجل ضياع الأوقات وإثارة الشهوات و مزيداً من السيئات مع إعلانات إشهارية يندى لها الجبين ألا يستحيي ؟ أهذه هي المساهمة في التأثير الإيجابي على فكر الأمة الإسلامية والمحافظة على وسطية شبابها بعيداً عن التطرف أو التفريط والمساهمة في تحسين سلوكهم وتحفيزهم ودعمهم على التطور ؟؟؟ كلمات حق أُريد بها باطل ! فأي عاقل يتقبّل هذا ؟ فالشمس لا تُحجب بالغربال ! هذه ليست وسطية بل هذا هو عين التطرف السلبي للأخلاق  والتفريط بتعاليم الإسلام والمساهمة في تخريب سلوكهم وتحفيزهم ودعمهم على الإنحطاط و جرِّهم إلى الهاوية  ، للأسف الشديد  أجندات من أجل التغيير السلبي  لسلوكيات المشاهد باستخدام منهجية التغيير العلمي الضال والتربوي الأجنبي ! ما يسعى فعلا لجمع الأسرة العربية على شاشته هو نزع للحياء وتدمير ما بقي من أخلاق وعقيدة صحيحة !!! فكفى من التُّراهات و الإدِّعاآت و التزييفات فلقد شوّهتمونا وشوّهتم الإسلام الذي هو بريء من كل هذه المنكرات...

 ثم الطّامة الكبرى التَّجهير بالمعاصي و بأساليب متعددة  ، عند رؤية إحصائيات مشاهدات قنواته يقف المرء مذهولاً من هول الفاجعة وإلى أي مدى تدنّى ذوق المسلمين ! فكم هو عدد الأشخاص الذين سيتحّمل أوزارهم حقيقة أشفق لحاله ثم أتساءل ألا يُحس بما أوقع نفسه فيه ؟ ألا يوجد شخص يضعه أمام المرآة ؟ أم كل بطانته تُصفق له وتُهلل...

 قال تعالى:وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ.  الزخرف 36 ـ39 

أضف أنه يُحضر كاميرات وطوابير المحتاجين ليبدأ بتسجيل حملته الترويجية  لذر الرماد على العيون وهو يُعطيهم الصّدقات من أموالهم لأنهم أصحاب اصل رأس المال ...  عجيب !!!

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ ؛ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: [يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ]، وَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾  ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)) "

للتّنبيه لا أُسمي أحدا حتى لا أدلَّ من لا يعرفه على أن يتعرّف عليه عسى أن يعود عن غيِّه وفقط أوصافه تكون عبرة لغيره لا تتسرّع بالحكم عليّ لِأني لا أُ صدر أي حكم على أي أحد و العِبرة بالخواتيم وأمور العباد يعلمها ويحكم عليها ربُّ العباد وحده لا شريك له وباب توبته مفتوح في قوله تعالى‏:‏ ‏‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ. ‏ ‏الزمر‏:‏ 53 ـ 54، 
   
بل فقط أُقارن ما تراه عيناي مع ما جاء بالكتاب والسنة وشرح الأئمَّة للتمييز بين الحق والباطل؛ ويحُزُّ في نفسي رُؤية معاول بنو جلدتنا تنسِف الأخلاق والقِيم بشكل مُمَنهج ومدروس بِدِقَّة شديدة وبِتفوُّق أكبر من الأغيار!

يا تُرى ماهو هدفهم وماهي غايتهم وإلى أي حدٍّ يودُّون الوصول إليه، وماذا ومن يُحرِّكهم ؟!

الأجوبة طبعاً حسب من تكون وعلى أي مِنهاج تشكَّلت ولن أستعمل تربَّيت لأن التربية لها معنى واحد وهو الصّلاح لأن غير ذلك ليس بتربية بل عدم التربية و أضداد كلمة تربية في قاموس المعاني تشمئز منها النُّفوس وتقشعِرُّ لها الأبدان.

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وبطن ...اللهم آمين

رغم كثرة التساؤلات التي سبقت سأختم هذه بسؤالين وحديثين شريفين وسأترك لكم المجال للإجابة عليهما  بديهياً الأجوبة كلٌّ حسب تكوينه وغايته وأية جهة يسعى للانتماء إليها: ذي القرنين و سليمان وعثمان أم فرعون وقارون وهامان ، كيف لو استُعملت هذه الأموال في ما يُرضي الخالق الدّيان؟ وأي نتيجة ستظهر للعيان؟  احترس لنيّتك وتحكَّم بمشاعرك فاللغم خطير سأساعدك حتى لا تتسرّع تمعّن جيداً بكلام سيد ولد آدم عليهما السلام : 

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ , قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأنْمَارِيِّ , قَالَ : ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَثَلَ الدُّنْيَا مَثَلَ أَرْبَعَةٍ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا ، وَآتَاهُ مَالًا ، فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا ، وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا , فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ اللَّهَ آتَانِي مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ , لَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ فُلانٌ ، فَهُمَا فِي الأجْرِ سَوَاءٌ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا ، وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا ، فَهُوَ يَمْنَعُهُ مِنْ حَقِّهِ ، وَيُنْفِقُهُ فِي الْبَاطِلِ ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا ، وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا , فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ اللَّهَ آتَانِي مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ ، لَفَعَلْتُ فِيهِ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ فُلانٌ ، فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ "

الإخلاص وما أدراك ما الإخلاص لله تعالى ،  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأُتى به، فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتى به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار)) رواه مسلم (3527).

                         قصة حقيقية لفضيلة الشيخ حسين يعقوب تُفضي إلى عِبرة لمن يُريد أن يعتبر بخمس دقائق



أرجو من الله عز وجل أن تُفهم المقالة من جانبها الإجابي والمراد الحقيقي لنشرها...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإلى التالية