ع ز- قناة ويب

المؤمن فعلاً لا يبحث عن الحِكمة من الأمر أو النهي أو لماذا هكذا وليس هكذا أو ما السبب لفعل شيء أو عدم فعله بل فقط يستجيب لأنه صادر من الله الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد وبذلك تكون العبودية التامة لله تعالى، أما العقل و الفؤاد فدورهما يتجلى بمعرفة الحق لإتباعه والباطل لاجتنابه، الحق كل ما أمرنا ربُّنا و رسوله القيام به والباطل كل ما أمرنا ربُّنا و رسوله اجتنابه. والعلماء ورثة الأنبياء إذا بينوا الحكمة من الشيء والسبب و المسببات أو لماذا هكذا وليس هكذا فهذه نافلة وليست شرط لتطبيق الأوامر

هل تعلم أن ثمن الكلب منهي عنه ؟

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. سورة البقرة 168
وقال سبحانه : فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّبًا وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ.سورة النحل: 114

 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : " فَمَنْ ؟ " .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ، 

 أحبتي في الله ،

إن من بين الظواهر الغريبة على المجتمع الإسلامي تلك التي تتجلى في الإتِّباع المذموم للأجانب باقتناء ومصاحبة الكلاب بدون مصلحة وفي كثير من الأحيان مضيعة للمال والأوقات والحسنات وذلك فقط من أجل الزينة و التباهي، فاعلموا عافاكم الله عز و جل أن من لديه كلب وسار معه فإن الملائكة لا تصاحبه ، كما جاء في الحديث 
(لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب و لا جرس) أخرجه مسلم عن أبي هريرة . 

والبيت والمكان الذي فيه كلب لا تدخله الملائكة ، لقول النبي  صلى الله عليه وسلم  (إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب و لا صورة) متفق عليه عن علي  رضي الله عنه . قال العلماء إلا ملك الموت و الحفضة و الكاتبين.

حكم بيع الكلب وأخذ ثمنه ؟       أنظر التحليل الموضوعي

ما جاء في تحريم ثمن الكلب وحلوان الكاهن ومهر البغي والنهي عن بيع السِّنَّوْر (القط) وأنواع الكلاب المسموح بها شرعا:

روى أبو داود والترمذي عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ : ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ) صححه الألباني في صحيح أبي داود . أنظر حكم بيع القطط ابن باز

روى مسلم عن أبي الزبير قال: سألت جابراً عن ثمن الكلب والسنور؟ قال: زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

جاء في الحديث عن أبي مسعود  رضي الله عنه  قال : ( نهى النبي  صلى الله عليه وسلم  عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن) رواه الجماعة. 

وأخبر النبي  صلى الله عليه وسلم  أن ثمن الكلب حرام لا يجوز أخذه فقال  صلى الله عليه وسلم  (ثمن الخمر حرام و مهر البغي حرام و ثمن الكلب حرام) أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح الجامع.

و أخبر كذلك  صلى الله عليه وسلم  أن ثمن الكلب خبيث فقال  صلى الله عليه وسلم  (ثمن الكلب خبيث و مهر البغي خبيث و كسب الحجام خبيث)  أخرجه مسلم عن رافع بن خديج . 

و كذلك أنه شر كسب فقال  صلى الله عليه وسلم  (شر الكسب مهر البغي و ثمن الكلب و كسب الحجام) أخرجه مسلم عن رافع بن خديج . 

و قال صلى الله عليه وسلم  (إذا جاء أحد يطلب ثمن الكلب فاملأ كفه تراباً ) أخرجه أبوداود عن ابن عباس وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح الجامع.

هذا الحكم في جميع الكلاب إلا كلب الصيد  فيجوز بيعه وأخذ ثمنه فقد جاء عن أبي هريرة  رضي الله عنه  (نهى عن ثمن الكلب إلا كلب الصيد) أخرجه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني كما في صحيح الجامع. وكذلك كلب الماشية والزرع [الحرث] فيجوز اقتنائه للحاجة إليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أمسك كلباً فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث أو كلب ماشية) أخرجه البخاري عن أبي هريرة. 

تنبيه هام :

يقول الله عز و جل : يَسْئَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَـتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارحِ مُكَلِّبِين تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ. 4 المائدة 

إذاً ليس أي كلب صيد بل لابد أن يكون كلباً معلماً كما جاء عن جابر  رضي الله عنها  قال: (نهى  صلى الله عليه وسلم  عن ثمن الكلب إلا الكلب المعلم) أخرجه الإمام احمد والنسائي عن جابر وحسنه الشيخ الألباني كما في صحيح الجامع. 

أما عن ضياع الحسنات سدىً فيقول النبي  صلى الله عليه وسلم :

(من اتخذ كلباً إلا كلب زرع أو كلب صيد ينقص من أجره كل يوم قيراط) أخرجه مسلم عن أبي هريرة وعن ابن عمر ، والقيراط هو كجبل أحد كما في الحديث ( القيراط مثل أحد ) أخرجه مسلم عن ثوبان . 

(من اقتنى كلباً إلا كلب ماشية أو ضارياً نقص من عمله كل يوم قيراطان) متفق عليه عن ابن عمر. 

خلاصة  :

1 ـ أجمع العلماء أن الأنواع المسموح بها حسب ما ورد بالنصوص الصريحة فهي كلاب الصيد المعلمة وكلاب الماشية و كلاب الزرع، واستنبط العلماء أن كلاب الماشية و الزرع المقصود منها هو الحراسة لهذا أجازوا تعميم كل أنواع الحراسة ومن العلماء المعاصرين من أضاف الكلاب ذات المنفعة العامة مثل الكلاب المدربة للعثور على المتفجرات و المخدرات والأشخاص الناجين تحت الأنقاض وغيرها كالتي تقود فاقدي البصر، و الله أعلم.

2 ـ أما الإختلاف بين جمهور العلماء و مذهب الإمام مالك فهو حول نجاستها أو طهرها : فيرى الجمهور أنها نجسة  ولهم  أدلتهم   (حديث غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب) وأما المالكية فيرون أنها طاهرة ولهم أدلتهم كذلك (لا يُغسل مكان عضة كلب الصيد لما اصطاده) و الله أعلم.

قول المالكية حول طهارة الكلب :
أحد أنواع التشبه المُحرّم بالأجانب :
ختاماً :

إن الورع عن الشبهات أصل عظيم من أصول الدين، كما قال صلى الله عليه وسلم: فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. رواه مسلم.  شرح الحديث 

لمزيد  من المعرفة  أنظر :
صيد الفوائد: 11 مسألة في أحكام الكلاب
هل يجوز اقتناء الكلب في مذهب الإمام مالك
شروط جواز اقتناء الكلاب
حكم بيع الكلب وثمنه        


وكلمة حق لا تقطع رزقاً ولا تقرب أجلاً، وحينما تترك شيئاً لوجه الله يعوضك الله خيراً منه في دينك ودنياك.
                                والحمد لله رب العالمين